colors_of_joy: (Default)
بسم الله الرحمن الرحيم




إنه من الجميل أن تُنهي مشاهدة دراما لتجد أن جزءً منها لازال عالقًا بداخلك ..مانحًا إياك مشاعر دافئة مليئة بالاحاسيس الصادقة العفويّة البريئة ..تحملك لآفاق أخرى وتجعل قلبك يخفق ..

إنه مزيج من الكوميديا والانسانيّة والرومانسيّة الشفافة الخاطفة التي تجعلني واقعة في الحب حتى الثمالة ..راغبة في أن أعيش ذلك النوع من المشاعر النبيلة الجميلة التي بلا أي هدف سوى التقاء الروح والأفكار والمشاعر ..حتى لو بدت طفوليّة أحيانًا ..مليئة بالمشاغبات والعناد والشجارات الصغيرة ..الذي نبرع فيها على ما يبدو ^ ^

ميساكي وشوتا ..جعلا قلبي ببساطة يخفق بشدة ..واعتبرا من وجهة نظري قصة حب أخرى جميلة تُحفر في ذاكرتي ..جنبًا إلى جنب مع آيا وآسو - كون ..

منظوري للدراما مختلف نوعًا عن المعتاد بشأنها ..كوني أسمع دومًا الحديث عن جنون ميساكي- التي تلعب دورها الجميلة "أويتا آيا "  - ومراحل تحوّلها بمعجزة ما لأنثى رقيقة بعد مشوار طويل من العذابات
وهو ما لا أعارضه بالمناسبة ..
لقد كانت تلك لحظات غاية في المرح وضحكت فيها من قلبي كما لم أفعل من قبل ..

لكن الأمر بالنسبة  لي لم يقتصر عن كونه دراما مضحكة أو بها مواقف ضاحكة وانتهى ..
وهذا ما أحبه في الدراما اليابانيّة بشكل عام ..أنها  - كما قلت من قبل - لا تلتزم بشكل صارم بالنوعيّة التي تُدرج تحتها
وبأنها دومًا تحمل تلك اللمسات الانسانيّة التي تجعلك تفكر وتتأمل وتُغيّر مافي دواخلك للأفضل ..
وكأنها دومًا تقرأك جيّدًا وتستطيع أن تُشير لنقاط بعينها تجعلك تشعر بها دونًا عن غيرك ^__^

والأكثر أهميّة برأيي ..أن أفكارها متجدّدة مواكبة للعصر ولحضارتهم وتقدمّهم واحتياجاتهم وحتى الاحتياجات العامة

" Code Blue"
فكما كانت هناك دراما كـ 
" لشرح وترويج  فكرة الاسعاف الطائر..

  Voice
 لشرح الطب الشرعي وماهيته الحقيقيّة 

 GM
و دراما
 لعرض جوانب أخرى من قسم الطب العام ..


Majo Saiban
لعرض نظام هيئة المحلّفين الذي تم تطبيقه حديثًا في اليابان

وغيرها في اطار درامي متنوّع
ما بين الغموض والفكاهة والانسانيّة ..

جاءت هذه الدراما لتطرح لنا  وجهة نظر مهنة أخرى وهي "مضيفي الطيران" وعملهم ومتطلباته وما يُواجهونه ..بل ليس هم فقط ..بل كل ما يُحيط بهم من أحداث وأشخاص  يجعلوا تلك الرحلة 
 التي تبدو بسيطة لا تستغرق ساعات أمرًا ممكنًا ..

أعجبني بجنون أنهم لم يركّزوا فقط على عمل المضيفات أو الطيّارين فقط كطاقم يظهر أمام المسافرين والعامة بأنهم الذين يتولون الأمور وهم تحت الأضواء بأزيائهم الرسميّة وتنقلاتهم وقدراتهم ..

بل كذلك هناك الجنود المجهولين الذين قد يغيبون عن الضوء ولا يعرف بأمرهم الكثيرين لكنهم في الحقيقة جزء لا يتجزأ من عمليّة الطيران ..وبأنهم يٌساهمون في أمنك وسلامتك وراحتك كمُسافر
هناك مهندسو الطيران ..مساعدو الطيّار ..وحتى المتدربين الجُدد ..

أعجبني كذلك نظام التعامل في المجتمع الياباني  ليس في هذه الدراما فقط بل بشكل عام ...أنهم أبدًا لا يستحقرون أي عمل شريف وهام في المجتمع مهما كبر أو صغر ، لكل فرد عامل مكانة واحترام وتقدير للظروف ، بدءً من العامل المسئول عن النظافة انتهاءً بالرئيس !

بالطبع ليس كل الشعب كذلك وإلاّ أصبحت جنّة ^^ ، لازال هناك أشخاص يحملون نظرة كِبر وعدم فهم وتخلّف بداخلهم لأنه ديدن البشر للأسف! ، لكني أتحدث عن المفهوم العام في المجتمع سواء التزم به الأشخاص أم لا ، إنه توجه عام من الدولة لتكريم أي يد عاملة ..

فقد ظهر لنا كيف أن في المطار كبير المهندسين أو حتى المهندسين الصغار - الميكانيكيين كما يُقال عنهم-  لهم أهميّة بقدر قائد الطائرة نفسه ، لأنه من دون عملهم وجهدهم واجتهادهم في تصليح وتأمين الطائرات ما كان سُمح لهؤلاء الطيّارين بأن يقودوا رحلات ناجحة تأخذهم إلى حيث يُريدون ^^ ..

أحببت كيف أننا ببساطة انتقلنا مع البطلة التي وكأنها كانت تحمل عنّا كل الأفكار المتخلّفة السابقة عن كون أن مضيفة الطيران ببساطة ماهي إلاّ خادمة في السماء ! - كما سمعنا من صغرنا من عدة أشخاص في مجتمعنا أو حتى عائلاتنا >___< - ليس لها أي فائدة سوى تقديم الشاي والطعام في الطائرة خلال الرحلة !!ا ..

لندخل في غياهب عمليّة التأهيل لتلك المتدرّبة العنيدة التي أرادت أن تصبح مضيفة طيران فقط على سبيل التحدّي واثبات أنها يُمكنها أن تغدو واحدة منهم بمجرد ارتدائها الزي الرسمي لهم ^^

إنها 
  ليست بالسهولة الذي تخيّلناها يومًا ، إنها عمليّة معقّدة جدًا مليئة بالاجراءات والتعليمات والقوانين والأهداف، التي تجعلنا نفغر فاهنا في ذهول لأن كل ذلك مطلوب من مضيفة الطيران ..

إنها تجربة فريدة مليئة بمشاعر انسانيّة من القلق والخوف والاعتداد بالنفس ..بالانتصارات والهزائم ..بالمحاولات الجاهدة لتحقيق المطلوب وألاّ تخسر أمام العقبات ..ألاّ تفقد انسانيّتك المميّزة خلال قيامك بكل هذا..أن تعلم أنه مهما ذُكر في الكُتب والارشادات لازال هناك هامش بشري ..سواء في تلقّيك لما يتم تعليمك إياه نتيجة الاختلافات الفرديّة لكل منّا ، وحسب  الشخصيّة و القدرات الذهنيّة والجسديّة المُتباينة بين فرد وآخر ،  أو حتى في تعاملك مع المسافرين الذين لا يُمكن أبدًا جمع ردود أفعالهم وتصرفاتهم في كتاب مهما فعلنا ^^ ..

لقد دخلنا العوالم السحريّة للطيران الياباني ^___^ ا

وخلال ذلك تسنح علاقة روحيّة هادئة تنساب ما بين مهندس الطيران تحت التمرين ناكاهارا شوتا و بين المتدرّبة ميساكي يوكو 
إنها يبدوان متضادين جدًا في البداية ..وحتى أن لقاءتهما كلها عبارة عن شجارات لا تنتهي ^^ 
لكنهما في الحقيقة وجهان لعملة واحدة ..

اقتحمت ميساكي يوكو تلك الأسوار العالية التي بناها شوتا لنفسه لكي لا يُجرح 
بمرحها وانطلاقها وروحها الممتلئة بالحياة ..بصراحتها الشديدة واندفاعها وتلك الطاقة التي لا تنضب في كل تصرف وكلمة
كانت ضوءً جميلاً غيّر حياته للأفضل ..وقد استطاع كذلك أن يدعمها ويكون إلى جوارها مهما حدث ..

جاءته حينما أظلمت روحه بسبب اليأس والغضب المكتوم بداخله وعدم تقبّله لقدره الذي حرمه أكبر وأهم أحلامه
غير عالِم إلى أين يتجه بالضبط  وغير عابئ..وقد فقد حماسه وحبّه لما يقوم به ..أصبحت معشوقته الطائرة بعيدة عن مجاله للأبد 
ليجد نفسه غارقًا في الاصلاحات والصيانة وقطع الغيار دون أن يستطيع يومًا أن يطير ..كما كان يتمنى منذ طفولته..
غارقًا في الضيق والكُره لشعوره أن قدراته وكل ما تعلّمه تبدّد فقط لأن عيناه خانتاه ×___× ا

لقد كانت "يوكو" الوحيدة التي صرّح لها بدواخله وعن قصته المؤلمة مع حلم الطيران ..حتى دون أن تسأل ..أجابها عن تلك الكلمات الخرقاء  التي أطلقتها في وقت سابق ..حينما أخبرته أن يغدو طيّار طالما أنه يعشق الطائرات ^^ 

آلمني حقًا كيف أن شيئًا كعمى الألوان قد يقتل حلم شخص بالكامل ويجعله رهين الألم والغضب والحزن ..
محزن بحق ..لكنه بشكل ما لم يستسلم ..رضيَ أن يتواجد جوار حبيبته (الطائرة) حتى لو لم يقدها أو يستطيع لمسها ليطير بها
أن يعرف كل شئ عنها وعن كيفية جعلها تسير على أكمل وجه ..مانحًا جهده وعمله وحتى أمنياته وشغفه الذي يُودعهم في صيانته للطائرة  
لمَن سيقودها ومَن سيركبها متجهًا إلى حيث يُريد


لقد كانا يستكشفان عالمهما الجديد معًا ..فيخوضان ذات الاختبارات وذات الانتصارات والهزائم ..
تلك هي الرومانسيّة برأيي الخاص ..نوعي المفضّل من الحب ^ ^ 
لا يجب أن يُقال بالكلمات ..
بل بالأفعال ..بنظرات العيون التي تقول كل شئ 

فقط ليكتشف "شوتا" ببساطة أن هناك أبعادًا اخرى للأحلام ..
وأن دوره وعمله لا يقل أهميّة عن ما تمنّى أن يكونه يومًا ما .. كـ "طيّار" ^ ^
ليتقبّل العالم مَن حوله بنظرة جديدة مليئة بالاشراق ..
وأن يعرف ماهيّة ما يقوم به والهدف منه ..أن يتطلع لأحلام أخرى مُستقبلاً ..يكون فيها قادرًا على أن يُحقق ذاته 

وهي كذلك مع الوقت بدأت تتفهم تلك الوظيفة التي أقسم الجميع أنها أبعد مَن يكون عنها ، وأن تعلم أن أفكارها وانطباعاتها كانت خاطئة ...لتغدو أكثر شغفًا بكونها مُضيفة متألقة ..متعاطفة ..متفهمة..ناضجة ..واثقة..وعلى اطلاع وثقافة عالية
إنه كيان كامل يظهر لنا منه فقط جزء الخدمة والرعاية خلال الرحلات ..
لكنه في الحقيقة شخصيّة متكاملة ..

مع يوكو كنّا نسير خطوة بخطوة ونتعلم معها ماهيّة أن تكون مُضيف طيران حقيقي 
مع كل الأخطاء والهفوات والثقة الزائدة بالنفس 
عن المفهوم الحقيقي للخدمة والتفهم والرعاية 
فـ يوكو لم تفهم كل تلك الارشادات والقوانين والمتطلبات إلاّ حينما واجهتها بنفسها ، ووجدت أنها بفطرتها تطبقها 
بشكل ما ودون أن تتعمّد أو حتى تنتبه وجدت تلك التعليمات والتحركات تدفعها للعمل ..وحينها فقط فهمت معناها وسبب وجودها
وكانت تستكتشف ببطء "معنى أن تكون مُضيف طيران"ا ..

لقد ظنتْ ككثيرين أن الأمر مجرد "زي موحّد " وأشياء ظاهريّة ..لكن الموضوع أعمق وأهم من ذلك
لقد منحونا في هذه الدراما تصوّرًا آخر لهذه المهنة ..وأضفوا لها مهابة وأناقة وروعة تجعلها شيئًا هامًا وكحلم لكثيرين
دون الاستخفاف بهم أو بجهودهم ..


مشاهد أعجبتني :

مشاهد شوتا ويوكو كلها ^^ ..والتدرّج الهادئ الانسيابي لعلاقتهما كان مميّزًا برأيي 
كنت أحب كيف أنهما متواجديْن لبعضهما البعض دومًا ..

- حينما قامت الجميلة يوكو بتحقيق حلم شوتا في الاقلاع بالطائرة وترديد ما تعلّمه وما يسمعه كل يوم في المطار ولا يستطيع الوصول له ..برحلتها التخيليّة مرهفة الحِس أعادت له شعوره بالثقة والأمان والشغف وجعلته يحمل في قلبه امتنانًا عميقًا وزرعت حبّها في قلبه للأبد .. لقد انسابت دموعي مع دموع شوتا ..ياله من حلم بعيد حُرم منه للأبد ..لقد كان مشهدًا لا يُمكن وصفه ومافيه من مشاعر بحق ..

-الحلقة السابعة كلها كانت دمار أعصاب لأمثالي *___*..
مع تحطم الحلم لـ يوكو هذه المرة ..من سابع سَما لسابع أرض فجأة ودون حتى أن تعلم السبب ..لكنها قويّة تلك الفتاة ..بحق انبهرت بقوتها وصمودها رغم الألم ..رغم الوحدة بعد تخرّج كل زميلاتها ..أن تعايش كل مشاعر الفرح ولا تتسبب في حزنهم ...أن تظل في بقناع السعادة والمرح الذي تعوّدوه منها رغم أن روحها تكاد تزهق من الحزن ..في الليل فقط تكتئب وحدها بعيدًا عن أعين الجميع ..

- غضبة شوتا لأنها كذبت عليه وبأنها تعاني وحدها ..قلقه وحبّه الذي تم ترجمته على هيئة غضب لأنها تألمت ولأنها تعاني الآن مما عانى هو منه سابقًا ..رحلته الخلاّبة الذي حملها فيها إلى السحاب جامعًا إياها بثقتها بنفسها وتجديدًا لحماسها وروحها ولمعرفتها ماهية ماهي بصدده وما تود القيام به فعلاًَ ..أن يمنحها الدافع والعزيمة ..أن يعطيها رحلتها التي حُرمت منها أيضًا ^^ ..

 في الحلقة الأخيرة ..مشهد ملعب كرة السلّة ، حينما أخبرته أن لها رفاقًا في السماء تعتمد عليهم ..وكذلك على الأرض ناظرةً له بامتنان وبمشاعر لا حصر لها ..كل خطوة كان شوتا يخطوها تجاهها في أمل وكأنها طريق جديد لعلاقتهما ومشاعرهما..فيمنعها خجلها من انتظاره لتبتعد وتُمسك بالكرة وتُسدّدها فتُخطئها لأن عقلها ليس معها وتوترها يمنعها من التركيز ^^ ا..
 
- 
لم أستطع أن أنسى نظرات شوتا للطائرات المحلّقة بكل ذلك الحب والشجن والشغف وكأنها حبيبته التي تُغادره حاملة أحلامه وآماله  ، وقد جسّدها بشكل رائع حقًا ريو تشان ..فكأن قلبه وعقله معلّقان بذلك الطائر المُحلّق ..وحديثه ملئ بالفرح والوله وكأنه عاشق  يتحدث عن معشوقته ..

وحتى ألمه وشجنه كلما مرّ بمقصورة القيادة أو حين يقوم بفحص الأدوات ..وكأنه العشق المُحرّم الذي يتوق له بكل جوارحه
أحيّيه حقًا على نقله دومًا للأحاسيس والأفكار حتى دون نطق كلمة ..
إنه يتعلق كثيرًا بالشخصيّة التي يؤديها ويلتحم بها فيستطيع
أن يُبرز حتى ما لم يُقال عنها ..ويمنحها بُعدًا آخر..وهذا من أكثر ما أحبه في أداء 
ريو تشان^^ا



في الحلقة الخاصة  (هاواي) ا

- جلوسهما متجاوريْن في محل الرامين الذي شهد فصول علاقة معرفتهما وتطوّرها ونضجها ، بعد أن كان كل واحد منهما على طرف ويجلسان متباعدين ، اتفاقهما على بذل قصارى جهدهما لأن يصبحا الأهم والأفضل في مجالات عملهما حتى لو كانت مختلفة ، طريقتها الفريدة في تشجيعه وجعله يتخلص من توتره ^^ ..
إنهما غير مُمكني الحدوث حقًا وطريقة تفاهمها مميّزة بحق *وجه مقتول من الضحك* أحب ذلك جدًا ^^ 

حينما كانت تتعلم يوكو ماهيّة التفهّم والتعاطف ومحاولة سبر أغوار مشاعر الآخرين حتى دون أن يتكلموا ..وحينما أغضبت كبرياء شوتا بدون قصد ..
نظرها في الساعة لتعرف توقيت طوكيو في ذلك الوقت..بينما في طوكيو شوتا ينظر لساعته كذلك ليعرف التوقيت عندها- 

اسراعه إليها بعد أن علم أنها في خطر..وحتى في تلك اللحظات غاية في الرومانسيّة كانا كـ "توم وجيري" بالضبط ، صارخًا فيها أن تتوقف عن العبث وعن ماهية ما تفعله خارج الحفل في ذلك الوقت الذي يتجمع الكل هناك..وكأنها أفسدت دون قصد خطةً كان واضعها لأن يقابلها بهدوء وأن يطمئن عليها ، لأنه لم يستطع أن يٌُصّرح كم كان قلقًا عليها وعن مشاعره تجاهها
كان جوابه الصارخ على سؤالها .."مالذي تفعله ههنا في هاواي؟" ..
أن
"لأنكِ هنا"ا 
ثم لانت ملامحه وبكل عاطفة الدنيا التي ملأت صوته وعيناه كانت الثانية أن
"لأنكِ هنا"ا ..
آه يا ربّي حقًا أحببت ذلك المشهد رغم بساطته ..

:D  ومشهد الغروب الاسطوري بالطبع
كان مزيجًا من الضحك والدموع وخفقان القلب ..إنهما شخصيْن مميّزين لذلك قصة حبهما يجب أن تكون اسطورية بقدرهما *وجه مقتول من الضحك* ..لقد كادت أن تتلفظ بحبها له لكنه أوقفها لأنه العنيد يريد أن يكون هو أول مَن يبدأ ..

غاليتي موني نبّهتني أنه ربما يكون "شوتا"  الـ "سوسة"  على عِلم بحكاية الغروب الأخضر في هاواي وأسطورته تلك أصلاً ، لذلك سارع بقطع كلماتها لأنه أكثر خجلاً من أن يعبّر عن دواخله ولأنه يُريد أن يكون البادئ رغم ذلك

لذلك أصرّ على أن يشوّه لها الصورة الرومانسيّة - إن كان في الغروب الأخضر أي رومانسيّة بالطبع - بقوله عكس ما تقول الأسطورة أن وجودهما معًَا لمشاهدته نوع من أنواع النحس بدلاً من السعادة الأبديّة ^^ 
.ياربّي  إنه حالة مُستعصيّة وتشبه ريو تشان كثيرًا ^ ^

كثيرون أصيبوا بإنهيار عصبي وبخيبة أمل شنيعة بعد الحلقة الخاصة التي أرادوا فيها تطوّر علاقة شوتا ويوكو ..بأن يُصرّحا لبعضهما البعض بالحب وينتهي الأمر بشكل رومانسي كقبلة أو حتى تشابك أيدي ..لكن أبطالنا الأعزاء ظلوا مميّزين حتى النهاية ^^ 
أي نعم أنا ارتفع ضغطي ولن أنكر وكنت أتمنى منهما تصريحًا أو اعترافًا تتزلزل له القلوب وتدمع له العيون..لكني متفهمة بشدة لكون أن هناك حتى حبًّا وتفاهمًا روحيًّا أكثر من الكلمات ..وأن الأمر ليس نمطيًّا أو متشابهًا بين كل حالة حب وأخرى ^ ^ 
ربما فقط كنا نريد شيئًا ماديًّا يُشبع الحِس الرومانسي بداخلنا ^__*

لقد اتضح بشدة من عدّة تصرفات وتحركات أنهما واقعيْن حتى الثمالة في حب بعضهما البعض حتى لو ظلاّ كالقط والفأر ويتفنّنان في اغاظة بعضهما البعض ^^ 


حينما كانا يجدان بعضهما البعض في أوقات الشدّة والفرح حتى دون سابق تخطيط ..وكأن احساسهما يوجّههما حينها 
وقد جمعتهما صداقة لطيفة وحب يحمل ذلك النقاء المحبّب والروعة التي تجعل قلبك يخفق حتى دون نطق ولو كلمة
وترسم ابتسامة حنين وسعادة على شفتيْك حينما ترقبها من بعيد ...

والكثير جدًا الذي لم يحتاجا لقوله في كلمات 

-------
نُشرت هذه الخواطر لأول مرة في ديسمبر 2010  
:::: آخر تحديث بتاريخ 28 يناير 2013 ::::

colors_of_joy: (Default)
بسم الله الرحمن الرحيم

تابع لهذه التدوينة ..


---


لكن أولاً أحذركم من الطول المهول للتدوينة ^ ^، أعتذر حقًا لكنه كبت ورغبة ساديّة من طرفي للثرثرة عن شئ أحبه ، ثانيًا أنه قد تحتوي سطور خواطري حول المسلسل حرقًا لبعض الأحداث ، وثالثًا في آخر الردود هناك ملحق لأحب المشاهد أو أكثرها تأثيرًا في نفسي وهو حرق واضح وصريح للمسلسل ، لذا فأرجو الإنتباه ا

<<<< عن المسلسل نفسه >>>> :

من بين الدموع...رومانسيّة رغم الألم ..


the credit of the pic on it ^^

"آيـا أيكيوتشي" & "هاروتو آسو" ..

كل ما أعرفه أنها مؤكد أروع وأطهر قصة حب قابلتها في حياتي ، بلا أغراض ولا هدف ، فقط شعورٌ نبيل ينتقل بين قلبيْن ومشاعر دافقة تربط شخصيْن ببعضهما البعض دون أن يلوّث ذلك أي مطلب أو رغبة أو حتى تخطيط مُسبق..

إنه الحب المثالي في رأيي ، الحب الحقيقي جدًا ، الذي يبقى طوال العمر ..يأخذ مساحته الطبيعيّة في القلب ويظل قابعًا هناك للأبد ..

وحتى برحيل مَن نحب يبقون دومًا قطعًا لا تتجزأ من كياننا ..يظلون أحياءً في القلب ومكانهم محفوظ ..لا يُشاركهم أو يُنافسهم فيه أحد..

وكأن الرحيل المادي عن العالم مجرد مرحلة ..مجرد خاطرة..مجرد حادثة ..بينما أرواحهم تسكننا للأبد ..



إنها تلك الرومانسيّة التي لا تظهر بشكل واضح للمُشاهد ، أو تُحشر ضمن الأحداث بشكل مُبالغ فيه ، ولا تحتاج فيها لأي كلمات، فقط تلمسها بقلبك ، تنساب برقّة ما بين ثنايا القصة بشكل شاعري جميل يحملك لعوالم أخرى...

- في الحقيقة لم يكن شابًا خارقًا ، أو حقق المستحيل ..فقط أحب بحق وأخلص بعمق فكان عشقه مميّزًا ..

لقد أُصيب بالرعب ..وأُصيب بالهلع..خارت قواه ..وعجز أحيانًا عن تحديد مشاعره وعن اتخاذ موقف محدّد ؛ متأثرًا بسنين مراهقته واختلاط مشاعره وخوفه من أن يُصدمَ بنفسٍ غير التي عهدها فيه ويهرب..كان بشريًّا ببساطة ..

لكنه تحدّى كل ذلك وصدّق بعمق ..فإستمر..

وذاك هو الفارق بينه وبين أي شخص آخر دخل حياة آيــا...

كان مميّزًا بقدرها ..فجمعهما القدر ليكونا الملاذ الأخير لبعضهما البعض في تلك الأيام الصعبة..

لم يحبها سوى لأنها هيَ ..لم يحتجْ منها سوى أن تتغلب على مرضها وتبقى ..

-0-0-0-0-0-0-0-0-0--0

- دخَلتْ عالمه فغيّرته دون أن يدري ..أخرجته من حزنه وآلامه وعالمه ذي الأربع أركان الضيقة ..شفت له جروحه ..

لتترك له نقشًا حمل حروف اسمها لا يندمل..واشتياقًا بلا حدود ..وحبًّا بعرض السماء ..

- بينما تتخبّط في ظلام المرض والوحدة والألم ..كان لها شمعةً تًضئ وتحترق لأجلها فقط ..ليكون هو كلماتها التي تعجز عن قولها ، وخطواتها التي تعثّرت ، وحبّها الاول والأخير ..ليكون طريقها إلى سعادةٍ تتوق لها بشدة..وألمًا كبيرًا في الوقت ذاته..حينما يحين الرحيل..

-0-0-0-0-0-0-0-0-0--0

إن الأشخاص المميّزين حينما يدخلون حياتنا يجعلون لها لونًا مختلفًا وبل أحيانًا يُضيفون ألوانًا جديدة ،يقومون بكل لطف وعفويّة ودون أن ندري بإمدادنا بشئ من تألقهم ليجعلوننا أناسًا مختلفين ، للأفضل ..

تميّزهم يكون في كونهم هم بكل مافيهم ، لكنهم حتمًا يملكون مفتاح التغيير ، ينسابون في حياتك بكل سلاسة ويكونون جزءً لا يتجزأ منها ، فتحس حينها أن حياتك قبلهم حتمًا لا تُشابه ولو من بعيد حياتك وهم فيها..

يكونون دومًا الإجابات الصحيحة لجميع أسئلتنا ، يُنيرون جزءً من عالمنا لم نكن نعلم حتى بوجوده ^__^ ا

- و آيـا كانت مميّزة..حتمًا كانت كذلك ..حتى في مرضها لم تكن كسواها ، لم تعش وتمت كغيرها..تركت قبسًا مُضيئًا في نفوسنا ونحن لم نرها حتى ..فما بالنا بمَن تعامل معها وزاملها وصادقها..بل وأحبها..

لأنها كانت مميّزة..كان كل ما يخصها كذلك أيضًا ..

عائلتها ..حياتها..مرضها..رومانسيتها وقصة حبّها ..

أشياءً لا تُغادر بالك ، ولا يُمكن إزالتها من قلبك ، وبقدر الألم والحزن ..بقدر ما حُفرت في قلبي للأبد ..ستظل دومًا آيـا بكل نضالها وصبرها وحتى آلامها ودموعها ..في البال..

- شكّلت "آيــا" دون أن تدري مستقبل "آسو" ، منذ أن أنقذته عرضًا من الشتات والإبتعاد وتضييع مستقبله الذي لم يكن قادرًا على رؤية أبعاده أو انتظار أي أمل جديد منه ..

من استسلامه لفكرة الفقد والموت لكن بشكل مختلف -لكي لا يقتله الألم- ... :

"فليُغادر مَن يُغادر كما يشاء ..ولا يكن جشعًا طالبًا أن يقضي كل دقيقة ممكنة في هذا العالم
.."


وحتى قرر أن يكون عونًا لها وأن يُحقق معجزةً ما لإنقاذها ، أن يكون متواجدًا لأجلها ولكل مَن سيُضطر يومًا لمواجهة ذلك الوحش الذي يتآكل فريسته ببطء..

- أعطته للحياة بل وللموت أبعادًا أخرى..وساعدته حتى بعد رحيلها أن يبقى ويستمر ..

-وكان حلمها الذي لم تنتظره لكنها تاقت له بشدة ، كان لها كل ما تمنت أن يكونه ، صديقًا مؤازرًا ..زميلاً مُخلصًا ..حبيبًا حقيقيًّا..

<<<<<< أكثر المشاهد التي أثرت في نفسي وعلقت بذهني >>>>> :

رغم أن المسلسل كله مؤثر وبدرجات ولأسباب مختلفة ، لكن دومًا هناك لقطات تجذبك وتحتل عالمك وتدفعك دومًا لتكرارها كلما أحسست بالحنين للمسلسل ، تلك اللقطات التي تجد نفسك تلقائيًّا متوجهًا لها كلما فتحت ملف المسلسل على جهازك..حديثي سيكون مختلطًا بين انطباعاتي عن الممثلين لأدوارهم في الدراما وبين الشخصيّات الحقيقيّة في محيط حياة "آيا" ، فكل ما أحببته وعرفته عن العائلة/الأصدقاء..الخ يعود لجهد الممثلين في توضيحه والقيام به على أكمل وجه مما يجعل الفصل بينهم مستحيل ..

** عائلتها ..هذه الفتاة الجميلة الحنونة الشجاعة لم تأتِ من فراغ ، مَن له عائلة مميّزة ودافئة وودودة كهذه هو محظوظ حتمًا ، لم يحبوها فقط ولم يهتموا لأمرها فحسب ، بل كانوا شجاعتها حينما تفقدها ، وضحكاتها حين تخنقها العَبرات ، كانوا عونها ومعينيها على الحياة الصعبة التي تواجهها ، كانوا كنزًا تفخر به كما كانت هي النور في حياتهم ..

آيا إيكوتشي ..أبدعت في تأدية دورها المميّزة
سواجيري إريكا
" "
والتي لم أحسّ ولو لثانية أنها تُمثّل ! بل أحسست بأنها هي آيا فعلا
بكل مشاعرها وسكناتها وحركاتها
سيظل الدور الأهم والأروع بالنسبة لها



الأم :  قامت بدورها ياكوشيمارو هيروكو 
"
التي كانت رائعة بكل المقاييس ، متفهمة لأقصى درجة ، واعية لأبعد حد ، حنونة ورقيقة ، متماسكة وقوية ..التي أعجز حقًا عن وصف انبهاري بها وبقوتها وروعتها..إنها نموذج مُبهر للأٌم

الأب: قام بدوره "جينّاي تاكانوري"

العاطفي الحساس ، المرح العصبي ، الحنون القوي، الذي يحب عائلته بجنون..الأب الذي يحلم به كل طفل ، لا يجب أن يكون ثريًا على المستوى المادي ، لكنه أغنى أغنياء العالم بمشاعره وحبه لأطفاله وتفانيه لأجلهم..

الأخت الوسطى: قامت بدورها "ناموري ريكو"
ا
لتي تحمل قلبًا من ذهب ، والتي كانت فقط تعاني من عقدة الأخت الوسطى والشعور بالتجاهل والغيرة من إخوتها الكبار الذين حصلوا على كل شئ وجربوا كل شئ ومُجبرةٌ هي على السير على خطاهم وإلاّ ستكون فاشلة و أقل منهم ، ومن الإخوة الأصغر الذين يحصلون على كل الحنان والرعاية والإهتمام والتدليل ، لكنها حين المحنة أثبتت أن معدنها ثمين ، وتغيرت وتحملت المسئولية وعرفت كيف تحب عائلتها بشكل صحيح ..

الأخ الأصغر :
  قام بدوره  سانادا يوما
المتفهم المُراعي ، الذي أخطأ مرة حينما كاد يفقد إيمانه ويرضخ لسخرية الآخرين وعدم تفهمهم وللحرج والشكل الإجتماعي..الخ لكنه عرف خطأه وأصبح أكثر نضجًا وحبًا لعائلته ولأخته "آيا" التي يفخر بها..

قطعة السكر وآخر العنقود الطفلة الصغيرة : تقوم بدورها "ميوشي آي "
التي حملت رغم صغر سنها قلبًا كبيرًا وحبًا مهولاً لعائلتها ، والتي أضفت البهجة والسرور على قلوبهم وكانت أهدأ وأكثر لطفًا من أي طفلة أخرى ^__^..لقد قدرت ما تحتاجه العائلة ولم تكن أنانية..

العائلة كلها تعاونت وتكاملت وزاد ترابطها بعد مرض "آيا" وهم مثال يُحتذى به للعائلات يُفتخَر به..

- حينما كانت "آيا" تشعر بالوحدة وتخاف النوم ومن الموت وتحتاج والدتها ، وكانت في آخر مراحل المرض حينما عجزت تمامًا عن الوقوف والتحكم في عضلاتها ، حينما حاولت بكل يأس وعجز أن تطلب رقم منزلها لتُحادث والدتها تستمد من دفء صوتها القوة لكي تستمر ، حينما عجزت لخمس مرات وأكثر أن تضغط الأرقام في الوقت المناسب قبل أن تُرد بطاقة الهاتف ، قمّة اليأس والإحباط والألم ، وحينما أحست بها والدتها فجأة ليلاً -وكأن هناك رابطًا خفيًّا بينهما - وأحبت أن تطمئن عليها في المشفى ، لتركض باحثةً عنها في كل مكان وتجدها وقد أعياها التعب بجوار الهاتف ، لتُغطيها فتفتح آيا عينيها بضعف وتقول لوالدتها دامعة عما حدث وتقول لها أن "أمي ..ساعديني" ،" لقد فقدت كل شئ" ..مشهد مدمر بكل المقاييس ، والدتها وهي تحاول تمالك أعصابها ودموعها وتُعيدها لغرفتها وتُحاول بث الأمل فيها ، لتخبرها عن كتاباتها التي يعجز مَن في سنّها ومن هم أفضل صحة منها أن يقوموا بها - وهو صحيح تمامًا -وعن أنها لم تفقد كل شئ بعد ، لطالما أبكاني هذا المشهد ، ولازالت نبرة صوت "آيا" بنداء استغاثتها اليائس يرن في أذني ..

- حينما قامت شقيقتها الوسطى "آكو" بمعرفة ما يقوله أصدقاء أخوهما "هيرو" عن "آيا" وعن خجله منها ، حينما وبخت أصدقاءه ثم جذبته من يده وأعادته للمنزل ، وانفجرت في وجهه باكية ، وأخبرته عن السترة التي حاكت "آيا" اسمه عليها رغم مرضها وعدم استطاعتها التحكم في الخيط والإبرة ، وعن كونها تفخر بها وبشجاعتها ، حديثها أبكاني ، بينما "آيا" العائدة من المدرسة يصلها ما يُقال بالصدفة دون أن ينتبه لها أحد ، عذابات مزدوجة ، وآلام كثيرة حواها ذلك المشهد ، حيرة الأخ الأصغر وخجله من نفسه ومن عدم إيمانه بشكل كامل بشقيقته ، ألم الأخت الوسطى لأجل أختها ولكل ما يجري ، صدمة الأم والأب في موقف ولدهما وفخرهما بموقف الابنة ، آلام آيا التي يصعب وصفها حينما أحست أنها عبء على عائلتها وأنها تُسبب لهم المشاكل بمرضها وحينما فهمت لماذا تراجع أخوها عن دعوته لها لمباراته وخجله بها ، وكذلك رؤيتها لتلك الملحمة العائليّة الدافئة وتفاهمهم مع ما جرى وحبهم الشديد لها ، وبكاءها وانهيارها في ألم خارج المنزل ..

***
<<<<< ثلاثة مشاهد مترابطة متتالية >>>:

** آسـو وآيـا :



pic credit to 4m4n1.multiply

-حينما علم آسو-كون أن صديق "آيـا" تخلى عنها وأنه لم تكن لديه حتى الشجاعة الكافية لأن يخبرها ذلك وجهًا لوجه تاركًا إياها وحدها تحت المطر ، رغم أنها عانت الكثير لتترك المستشفى لساعات بسيطة لأجل موعده ، ليركض مسرعًا إليها حاملاً المظلة ، ويخبرها أن صديقها لن يأتي وأنه اتصل بالمشفى ليلغي الموعد ، وحينما حاول التخفيف عنها وأن يبعد الحرج عنها وكذلك لابعاد ذهنها عن موقف مؤلم كذاك بكل لطف وبراءة -رغم أنه في تلك المواقف نعجز حقًا عن قول شئ - بحديثه عن البطاريق ومملكتهم وكون الآباء يهتمون بالبيض مهما كانت الظروف ، حينما وجدت نفسها تُفصح عما أخفته عن الجميع وحادثته بإنكسار وحزن لأول مرة وعن كونها كانت تعلم أنه لن يأتي عن حقيقة مرضها ، و تبكي صارخةً بألم عن أنها تتمنى لو تمتلك آلة زمن لتعود إلى الماضي قبل كل هذا ..يا إلهي ..

***




-حينما كانت "آيا" تحضر حفل زفاف معلمها ومعلمتها في مدرسة الرعاية الخاصة ، وكانت في أبهى حلّةٍ لها في ذلك الفستان الجميل وتسريحة الشعر الوديعة ، وحينما حضر "آسو-كون" متأنقًا في بدلة رسميّة زادت من وسامته ، كانت سعادتها بحضوره كبيرة وجو الفرح والود كان جميلاً ، وحينما أرادوا المغادرة ووقفوا بخارج الكنيسة وتركهما الأب والأم ليُحضرا السيارة ، وأعطته رسالتها ..رسالة الحب..في ختام ذلك المشهد رن جرس الكنيسة ايذانًا ببدء مراسم زواج جديد وأملاً جديدًا مُشرقًا للمستقبل فألتفتا ناحية الصوت ، وجاءت اللقطة المتميّزة في رأيي لتُظهر وجه "آسو" المبتسم الآمل ناحية المستقبل مُستبشرًا بصوت الجرس بينما أنظار "آيا" عليه هو بينما هي تنظر له بصمت وحزن وتنقل بصرها بينه وبين جرس الكنيسة وكأنها كانت تأمل أن تأتي يومًا إلى هنا بصحبته وأن يربطهما الزواج يومًا ما ..لكن قدرهما مختلف ..وأحلامها الصغيرة لا يمكن للأسف أن تتحقق ، لحظات الإنكسار والأمل المحطم تلك آلمتني جدَا..

- في تلك الليلة حينما فاجأها مرضها بهجوم جديد وانتقل بها لمرحلة جديدة من العذاب ليكسر فرحتها البسيطة أن تكون موجودة في أجواء سعيدة ولو لثوانٍ ، حينما أخبرتهم باكية أنها أعطت خطابها لآسو وأن كل شئ انتهى ، وعندما لاموها سألتهم سؤالاً قاسيًا ومُحرجًا ومؤلمًا في نفس الوقت "هل سأستطيع أن أتزوج؟" لينظروا لها بذهول ومفاجأة ، لتخبرهم وهي مبتسمة من بين الدموع أنها لذلك تود حينما يحين الوقت أن تُغطى بالكامل بالورود ، ليندفع الأب خارجًا وينفجر بالبكاء ، بينما الطبيب والأم يعجزان عن النطق..إنه الألم مجسّم ..

-بالطبع مشهد الخطاب الذي أبكى "آسو-كون" ودمرنا تمامًا ، كل ما كُتب رغم بساطته لكنه حقيقي ومن القلب ، كانت رسالة حب بالفعل ..لكنه حبُّ لم يُكتب له الإستمرار ..في عالمنا على الأقل أو بمقاييسنا نحن..لكنه رباطٌ بين قلبيْن للأبد..

-

pic credit to tumblr.com

-المشهد الجميل البسيط والرومانسي الذي اعترف فيه "آسو - كون" بحبه "لآيا" ، اللقطة كانت انسيابية وهادئة وحقيقيّة جدًا بلا أي مبالغات أو كلام ضخم أو مُكرّر ، فقط أحس أنه اشتاقها فأسرع إليها ، وتحدث معها وقال لها بمشاعر حقيقيّة صادقة أنه لو كان الأمر متعلق بها فقط فهو على استعداد لعمل أي شئ ، أن يستمع لها حتى لو لم تعد تستطيع التحدث وأن يسير معها حتى لو عجزت عن ذلك ، وحينما أخبرها وهو مُبتسم بخجل -ابتسامته الرائعة والمفضّلة بالنسبة لي بالمناسبة - وبكل صدق أنه "ربما يكون واقعًا في حبها " يا إلهي ، لقد صرخت يومها من بين دموع التأثر أن هذه أروع قصة حب رأيتها في حياتي وهذا أفضل مشهد اعتراف ممكن ..

أساسًا طوال الوقت نظرات "آسو" - ريو بأدائه المميّز - وبمجرد مراقبته لها حتى دون أن تنتبه له حملت كل الحب والحنان والإهتمام الممكن حتى دون أن ينطق بحرف ..

لذلك كان كل ما يربط هذيْن الاثنيْن أصلاً كان سحريًّا بالنسبة لي ..

---
- المشهد الأكثر من رهيب الذي حدث في فصل "آيا" المدرسي ، حينما غادرت مبكرًا لأجل الذهاب للطبيب ، وتحدثوا عنها بغيابها ، وكل مَن كان لديه كلمة قالها ! ، بقدر ما ذُهلت واستأت من أنانيّة البعض وبحثهم عن راحتهم ومصلحتهم فقط دون الإهتمام بزميل أو صديق في حاجة إلى مساعدتهم ومساندتهم كـ"آيا" ، لكن للأسف لو فكرنا بالمنطق فهم الأكثر والأغلبيّة ولا يُمكن للجميع التأقلم حتى لو حاولوا ، لكل ظروفه للأسف وقدراته الذهنيّة ولا يتساوى الجميع في ملائمة الظروف لهم ، لكن ضيقي الشديد منهم أنهم أظهروا لها عكس ما يفكرون فيه وتحدثوا عنها بشكل غير لائق وكانوا يستحقوا ما جرى لهم !..

حتى صديقيتها "ماري" و "ساكي" اللتين تحبانها حقًا وتهتمان لأمرها ، فاق الأمر احتمالهما لظروف خارجة عن ارادتهما ، لقد كان مؤلمًا لي أكثر - ومؤكد على آيا نفسها - موقف صديقيتيها بالذات ، أن تعلم أنها تتسبب لهم في المتاعب وأنها عبء عليهما ، وأنهما تتعذبان بسببها ، كان كل مافي هذا المشهد مؤلم ..ولأسباب كثيرة..

واحتدم الأمر حينما هبّ "هاروتو آسو" صارخًا فيهم أنهم مجموعة من المنافقين وأنهم لو يتعذبون كثيرًا لأجلها فلماذا لا يُساعدونها أصلاً أو يخبروها بذلك ؟ فهي تحاول ألاّ تُثقل على أحد ورغم ما تُعانيه تهتم لأمر الجميع وكلما اعتذرت لهم طمأنوها أن كل شئ على مايرام ، حتى الأستاذ لم يسلم منه ، لقد فاجأني موقفه وأعجبت جدًا شجاعته وصدق مشاعره وضيقه من كل ما يجري ، فقد ظل صامتًا لكنه اكتفى ..

وتزداد الأمور سوءً حينما سمع صوت بكاء"آيا" الخافت فتفاجأ والتفت بألم إليها وقال بذهول" ايكيوتشي؟" ليلتفت كل مَن في الصف بسرعة في لقطة مبهرة لينظروا إليها بفزع ، فتفتح هي الباب في صبر وشجاعة رغم الإحراج وتدخل مبتسمة وتتناول ما كانت قد نسيته من قبل وغادرت دون كلمة زائدة وكأنها لم تسمع شيئًا ، بينما ساد الصمت والحرج الغرفة ، مؤلم بشدة..

pic credit to 4m4n1.multiply
-
المشهد الأكثر من رائع حينما وقف الزمن لثوانٍ قبل أن يخرج "آسو " مسرعًا خلفها ويجدها امام السلم وتتلاقى عيونهما فيحدث ما يُشبه الحديث الصامت بينهما ، هي تنظر بألم وانكسار وهو ينظر إليها مخفّفًا حزنها وكأنه يعتذر منها عن كل ماحدث وعن ما سمعته وعن شئ ليس من ذنبه ، حينما حملها ونزل بها السلالم دون حتى أن تطلب بينما اختلطت مشاعر احباطها وحرجها بمشاعر امتنان لا يُمكن وصفه ، حينما صحبها للخارج على كرسيها المتحرك وسار بها ، وحينما لم تستطع التماسك أكثر وانفجرت باكية ، بينما هو لا يدري ما عليه فعله بالضبط ، حينما طالبته أن يقول "أي شئ ، أن يتحدث عن البطاريق ، الأسماك ، أن يروي حتى كذبة ولن تغضب "، ليخبرها بعجز وألم أنه لا يمكنه عمل شئ ،وتترقرق عيونه بالدموع وهو يخبرها أنه مثلهم يعجز عن عمل شئ لها وأن ما فعله ليس عن شجاعة منه بل يعود لأنه يقول كل ما يخطر في باله كما قال عنه والده مجرد طفل آخر ،لتقول له أنه ساعدها كثيرًا أكثر مما يتخيل ..

المشهد ككل عبقري حتى الأغنية الموجودة

konayuki/الثلج المجروش
في الخلفيّة تحمل شجنًا وألمًا دفينًا يعبر عما بداخلهما حتى دون حديث ، بينما حبات الثلج الصغيرة المتساقطة ببطء تغلف المشهد بروعتها ، وما إن قالت "آيا" "وداعًا" حتى تهاوى الفتى منهارًا على الأرض وأجهش بالبكاء في مشهد تتقطع له القلوب لينتهي المشهد بهما منكّسي الرأس ، وتاركًا إيانا بعد أن أحكم الحزن قبضته على قلوبنا تمامًا..

الأداء كل أروع ما يكون من "ريو" و"إريكا" ..أبدعا حقيقةً ..
***
هناك شخصٌ آخر يستحق التحدث عنه في هذا المسلسل ، وهو المبدع "ناوهيتو فوجيكي "




الذي قام بدور الطبيب "هيروشي ميزونو "المُعالج لآيا ، كان يمكن لأي شخص أن يقوم بهذا الدور ولا نشعر به من الأساس ، لكنه كان مميّزًا جدًا وممثلاً بارعًا أعطى للشخصيّة أبعادًا جديدة وجعلني ألحظه تمامًا وأتابعه فيما بعد ، لم يكن مجرد طبيب ، أحسست بإنسانيته أكثر من أكاديميته أو خبرته كطبيب ، كان يُحاول مساعدة "آيا" حقًا ويُحاول ايجاد علاج وطريقة ما للمساعدة ، تأثر كثيرًا بـ"آيا" وبشجاعتها ونضالها ، وكان شعوره بالعجز وانكساره وبكاءه حين الفشل مؤثرًا جدًا ..أعجبت بذلك الممثل منذ ذلك الوقت وكان لقائي الثاني معه في  في دور "تادا سان
 
Proposal Daisken  في دراما
وكان محبّبًا أيضًا ..

في الختام ..كل ما يُمكنني قوله أن الأمر تجاوز "اللتر الأول من الدموع" ، لقد تفجرت دموعي أيامٍ وليالٍ بلا انقطاع ، مزيجٌ قاتل من الألم والحزن والدهشة والإحباط والشعور بالعجز والرغبة في أن أكون أفضل بشكل ما ..

لقد أحسست أن روحًا جديدًا اخترقتني ، وبقدر ما فقدته من دموع بقدر ما أحسست أنني بشريّة ، نحتاج أحيانًا لأن نُذكّر ذلك القلب أنه ينبض ، لقد تخللتني "آيــا" بكل ما يخصها ، لم تحرمني شعورًا انسانيًّا واحدًا ، لقد حزنت ، وبكيت ، وتألمت ، ووقعت في الحب بعمق، فقدت ، وندمت ، وضحكت ، وسعدت سعادةً لا يُمكن بلوغها ..يئست ..تحطمت ..وأتمنى حقًا من كل قلبي أن أستطيع الوقوف على قدمي بعد آخر السقطات ..

إنه لتر الدموع الأغلى والأروع في العالم ..لترٌ يظل في القلب

عُذرًا  للإطالة

تحياتي
colors_of_joy: (Default)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أريد منذ زمن طويل اخراج مافي نفسي تجاه هذه القطعة الفنيّة الإنسانيّة الفريدة التي أعدها بدون أي مبالغة

"Master Piece"
كما يقولون بكل ما تحتويه و تتكون منه ، من تمثيل ، إخراج ، موسيقى تصويريّة ، أحداث وسيناريو ..

لقد شاهدت الكثير من القصص المؤثرة والأفلام والمسلسلات مُتقنة الصنع -بعيدًا عن الفن الآسيوي- لكن لم يؤثر فيّ عمل درامي كما فعل هذا المسلسل ..

إنه بوابتي السحريّة على عالم الدراما الياباني ، وبداية تعرفي بالعزيز
"ريو-تشان"/آسو -كون

أجد أن مجرد الحديث عن هذه الدراما لا يكفي ، لكنها الوسيلة الوحيدة للتعبير ، لقد ظللت مشحونة بالعواطف والأحاسيس المتنوعة المتناقضة مدة طويلة منذ شاهدت المسلسل ، عجزت حتى عن استيعاب كل هذا الكَم ..بعيدًا طبعًا إن عيني المسكينة قدّمت استقالتها تمامًا وكدت أُقدم طلبًا للحصول على واحدة جديدة من شدة البكاء .. وبعيدًا عن حالة الإكتئاب الشنيعة التي أصابتني واستمرت لأسبوعيْن ربما أكثر من بعد المشاهدة ، وبعيدًا عن أن كل مَن شاهد المسلسل بناءً على توصيتي لم يدرِ ما عليه فعله معي بالضبط ،


هل يخنقني ويقتلني شر قتلة لما فعلته به من بكاء وحزن أم يشكرني على هذا الإبداع ؟ ا

Msoms والشكر الجزيل حقًا للأعزاء مُترجمي الحلقات في منتديات  
  أول الترجمات العربيّة التي قابلتها في عالم الآسيوي ومِن أروعها على الإطلاق من وجهة نظري
لم أحسّ إطلاقًا أني أُشاهد دراما مُترجمة ، دمجوا الترجمة والمؤثرات وكل شئ ليجعلوني أُعايش الجو الدرامي دون أي ازعاج 
وبمستوى احترافي رائع وكأني أُتابع المسلسل بلغتي الأُم وبأني أفهم الحوار بمجرد نُطقه ،
مُمتنة حقًا لجهودهم وكذلك سعيدة أنهم كانوا أول مَن قابلت في  بداية مشواري سواء للدراما اليابانيّة أو الفن الآسيوي بشكل عام

 

  وشكر جزيل للعزيزة "شولي" على ترجمتها الرائعة للحلقة الخاصة ا  

لقد بدأت البكاء والحزن ليس من أول الحلقات فقط ، بل منذ قرأت تقرير المسلسل أصلاً وعرفت قصته وحينما قرأت عناوين الحلقات التي جاءت موفّقة ومعبّرة ومدمّرة في ذات الوقت ! :ا
الحلقة الأولى : بداية الشباب
الحلقة الثانية : في الخامسة عشر والمرض الذي يسرقني
الحلقة الثالثة : لماذا اختارني هذا المرض؟
الحلقة الرابعة : انعزال شخصين
الحلقة الخامسة: مذكرات شخص معاق
الحلقة السادسة : اللمحات القاسية
الحلقة السابعة : المكان الذي أنا فيه
الحلقة الثامنة : لترٌ من الدموع
الحلقة التاسعة : أنا أعيش الآن
الحلقة العاشرة : رسالة حب
الحلقة الحادية عشر (الأخيرة) : بعيدًا حيث لا وجود للدموع


لقد آلمني قلبي حقًا وشعرت بحزن رهيب ، ورغم معرفتي -كماهو مُفترض- بما أنا مُقدمة عليه إلاّ أن المشاهدة كانت أشنع بمراحل ..لقد حُفر هذا المسلسل بنقشٍ لا ينمحي من قلبي ، وسيظل دومًا في ذاكرتي مهما مرّ من وقت ، لازالت تفاصيله حاضرة في ذهني رغم أنه مرّ على مشاهدتي له حوالي الأربعة أشهر ويزيد ، فقط لأن ابداعًا وتميّزًا كهذا لا ينمحي بسهولة ، ولأن المشاعر تعبر القلوب وتستقر في الوجدان دون حواجز ودون حاجة لأن يبحث عن منطقها العقل ...

أحب هذا المسلسل رغم ألمه ورغم تدميري النفسي كلما تذكرته ، بل بمجرد سماعي لموسيقاه التصويريّة لتعود لي كل الذكريات والمشاعر ، لكنه قطعة من قلبي حقًًا ..

أكثر ما أعجبني فيه هو المزج بين الاحداث الدراميّة التي قد لا تكون حدثت كلها بالضبط 100% وبين القصة الواقعيّة ، ومقتطفات المذكرات الحقيقيّة التي كانت تقضي عليّ تمامًا في ختام كل حلقة ، أغنية تتر النهاية المعبّرة والمؤثرة جدًا ، صور "آيا" والحديث عنها ..


لقد ظللت مدة أحاول جمع أفكاري وكلماتي ، وعندما أُتيحت لي فرصة في لحظة صفاء - قبل أن تدمر الإمتحانات سلامي النفسي وتقضي على عقلي تمامًا - وجدتني أسطر تلك الكلمات البسيطة في حق المسلسل ودوّنتها ، وأعتقد أنه حان وقت اطلاق سراحها الآن ...لأني وددت مشاركتكم إياها..

لكني سأقسّم الأمر لأقسام كما شعرت بها تمامًا في المسلسل ، جزء المعاناة الإنسانيّة التي لها ظلال واقعيّة ومستمدة من قصة حقيقيّة ، وبين الرومانسيّة الحالمة التي أذهلتني ..


***

عن "آيـا كـيتـو" ..واقع الآلام !ا




تُرى ..كيف تكون قويًّا ؟ كيف تحتفظ بالمقدرة على تقبّل كل شئ من حولك مهما كان صعبًا وتستمر؟

كيف يُمكنك أن تحتفظ بتلك الحماسة التي تدفعك للمُضي قُدمًا ؟ لو فقط أعرف كيف ..

لقد ظننت طوال عمري أنني بشكل ما مُناضلة ، بشكل ما أُحارب لأبقى..
لذلك ربما كانت صدمتي أقوى حينما اكتشفت عكس ذلك ..

وأن هناك مُناضلين حقيقيْن استطاعوا الصمود رغم كل ما واجهوه من مشاكل وصعاب ..كَم أغبطهم حقًا!

تمنيت أن أكون مثلهم ..أن أمتلك ولو عُشر قوتهم ..قوة روحهم..

عندما مرضت "آيــا" تساءلت والجميع من حولها أن "لماذا هي بالذات؟ لماذا اختارها المرض ؟ "
وبعيدًا عن الإجابة أنه القدر وأنه نصيبها..الخ فذاك أمرٌ مفروغٌ منه ..
أحسست فقط وكأن المرض حينما يُصيب شخصياتٍ كهذه لا يكون عقابًا أو شيئًا سيئًا ..رغم مصاعبه..

بل يكونون هم نعمةً لكل مَن عرفهم واحتك بهم 
ا

شخصيّة بهذه الروح العالية والتألق والمتميّز ، تظل كذلك حتى حينما تمرض ..

كانت في حرب مع مرضٍٍ لا يرحم ..يسلبها آدميتها وذاتها كل يوم ببطء ، يترك لها قدراتها العقليّة كاملةً ووعيْها حاضرًا لتشهد كل ذلك ولا تُفوّت لحظة..

لكنها تحدّته واقتنصت لنفسها لحظاتٍ وحياة من بين الدموع ..

أصرت على الحصول على حقها كاملاً غير منقوص ...حقها في السيْر حتى تتعب قدماها ولا تقوى على حملها من جديد ..أن تتكلم حتى تعجز عن نطق الحروف ..حقها في أن تكتب وتكتب حتى يغدو امساك القلم مستحيلاً ، وحتى لو بدا خطها صعب القراءة..

حقها ببساطة في أن تعيش حتى يحين أجلها ..بينما لو كانت شخصًا آخر سواها ، كانت ستعيش وتموت في صمت ، بل ربما دفعتها قلة صبرها وربما صدمتها لأن تُنهي حياتها بنفسها اختصارًا لسنين العذاب ..

ياإلهي ..كم تبدو الآن حقوقًا بديهيّة جدًا مضمونة لنا !..لم نفكر كم كلمة ننطقها يوميًّا بكل سهولة ويسر ..وكم حركة عفوية نحرك فيها أيدينا وأرجلنا ، كم أنه في أصعب لحظاتنا وأشدها ألمًا لم نُصب بمرض عُضال يستنفذ حياتنا شيئًا فشيئًا أمام عيوننا..

إنه الوحش المُعادل للـ"ألزهايمر" الرهيب ، فذلك المرض يستهلك قواك الجسديّة بالكامل وقُدراتك الحركيّة ، تاركًا عقلك واعيًا حاضرًا ..ولا يمس حتى مستوى ذكائك ..

بينما "الألزهايمر" يستنفذ قُدراتك العقليّة بالكامل ليتركك بلا هويّة ولاإرادة ، بينما جسدك سليم تمامًا لم يمسسه سوء ..

كلاهما وجه لعملة واحدة..جبّار ..ومن الصعب معرفة أيهما أكثر بشاعة من الآخر !..

ليرحمنا الله ويقينا شر ذلك البلاء ..ويحفظنا من كل سوء..

***



"آيـــا" رحلت حقًا لكنها تركت خلفها مخزونًا من القوة والمشاعر ..إرثًا من الإصرار والشجاعة..

"آيـــا" تلك النسمة الربيعيّة الجميلة ، التي نثرت عبيرها في حياة كل مَن حولها ، وتركت لهم مخزونًا من الحب والعزم والبأس ..ومن الذكريات ..فبقت للأبد في عقول وقلوب كل مَن عرفوها ..

التي استطاعت بقوة روحها أن تنتصر على المرض ..فقط لأنه لم يُعجزها..لم يستطع قهر تلك الروح أبدًا ..

فنجحت في أن تزرع الأمل والإبتسامة في قلوب مَن فقدوا أمل الحياة ، وفي مَن عانى معاناتها ..فقط ليُثابروا بدورهم و يأبوا أن يكونوا أقل عنفوانًا وقوة..

لكن تلك الصغيرة البريئة ذات الخمسة عشر ربيعًا ، تعذبت حقًا ..لم تكن جبلاً لا يهتز طوال الوقت ، بل عانت وتألمت وبكت لترًا كاملاً من الدموع ..على الأقل ..

الفارق فقط أنها لم تخجل من أن تقف بعد كل سقوط أو أن تنظر للغد كما يجب  ^_^

أسرتني وأبهرتني قوة روح هذه الطفلة\الشابة ..

"آيـــا" منذ متى كان الموت هو آخر المطاف ؟ ليس كل الميّتين راحلين من هذه الدنيا..

هناك من خُلق ليبقى للأبد ..رغم كل الظروف 

ستبقين في القلب والذاكرة..

عسى أن أكون مثلك يومًا قادرة على مواجهة وحوشي الداخليّة..قادرة على الإمساك بزمام نفسي أكثر..

مُمتنة حقًا لوجودك في هذا العالم ، ممتنة لشجاعتك وصبرك ولكونكِ أنتِ بكل ما فيكِ ..

ومُمتنة أكثر لأنك جعلتنا جزءً من عالمك الصغير بكل ما احتواه من أفراح أو أطراح ، وتركت لنا ميراثكِ القلبي الماسيْ..
لقد كنتِ درسًا ورسمًا وأغنية ..كنتِ نسمةً صيفيّة نقيّة في سماء حياتنا  ....ا

---


يُتبع في التدوينة التالية بإذن الله حديثي عن الدراما نفسها
 (للوصول للتدوينة يُرجى الضغط هنـــــــــــا )
colors_of_joy: (Default)
بسم الله الرحمن الرحيم

 Nobuta Wo Preduce 


"شوجي \Shuji"...
وحيدًا مُحاط بالكثيرين ..غريبٌ وسط الزحام 
يُحاول أن يصرخ لكي يسمعه الآخرون لكن دون جدوى..
نفسه الحقيقيّة تتلاشى ببطء مع مجاملات المجتمع ومتطلباته ..
كان عليه لكي يُحافظ على مكانته التي اكتسبها طوال السنين الماضية أن يكون آلاف الشخصيات والوجوه في يوم واحد ..
رتابة أيامه تخنقه ، واحساسه بأن كل عالمه مزيّف يُثقل قلبه 
خوفه من أن يبقى وحيدًا في النهاية إن تغيّر..يدفعه للدفاع عن أسلوب حياته بضراوة..
فجأة اقتحم عالمه غريبيْن ..ليُزيلا معالم الأبيض والأسود ويزينان عالمه بالألوان ..
ليجد نفسه التي كاد ينساها ..ولأن يستعد للتضحيّة..للحب ..للحزن وللاختبارات الصعبة..
لكن هذه المرة يمتلك أقوى سلاحيْن ...أكيرا و نوبوتا ..لذلك لم يعد أي شئ آخر يهم ^^ 

***

أكيرا..
وحيدًا مسجونًا في عالمه الخاص حتى وإن حاول الخروج منه ..
يُخادع الألم بالضحكات وبالابتعاد عن الواقع..
يحمل حزنًا دفينًا وذكريات مؤلمة في قلبه..يُخفيهم جيّدًا عن الجميع..
وجد الحب والصداقة أخيرًا معًا ..وكان عليه الاختيار ...فإختار بلا تردد الصداقة ^^

***

نوبوتا ..
أغلقت قلبها خوفًا من مزيد من الجراح..
استسلمت للحزن والوحدة ولكل محاولات الآخرين لتحويل حياتها لجحيم بأنانيتهم. 
حتى أتى التغيير قويًّا كاعصار ..فإقتحما عالمها وكانا الضوء الذي ملأ عوالمها.. 
رمما معًا قلبها المجروح ، أعادا لها ثقتها المفقودة ،ومنحاها أهم ما كانت تحتاجه..الإيمان بوجودها ونفسها الحقيقيّة..
تحديا الجميع وواجها المصاعب لأجلها ، فحفظتهما في قلبها للأبد ^^




ثلاث شخصيات كمّلت بعضها بشكل مُبهر حتى غدا فصلهم عن بعضهم البعض ضربًا من المستحيل فكانوا لبعضهم البعض تلك القطع المفقودة في حياة كل منهم ، واجهوا معًا أقسى الاختبارات ..وأثبتوا أنهم أوفى الأصدقاء ، ليس من السهل أن تُكذّب العالم من حولك وتصدق فردًا واحدًا آمنت به ، ليس من السهل أن تتناسى حبّك وغيرتك ومحاولات الايقاع لأجل أن معزّتهما أهم من كل ذلك ، ليس من السهل أن تُضحّي بمجدك وصورتك وبكل ما اعتدت عليه لأجل أن تُحافظ على كنزك الخاص الذي وجدته بعد معاناة..والفرصة لأن تستكشف نفسك وأن تمتلك أيامًا لا تُنسى وذكريات أثمن مما سواها ..

لا يُمكنني وصف تأثيرهم وتأثير المسلسل بالكامل على حياتي ، إنه حتمًا قطعة مُقرّبة لقلبي للأبد إن شاء الله ، وكلماتي تعجز دومًا عن وصف مشاعري تجاهه ، أحسست فيه بكل معاني الوفاء والاخلاص والروعة التي أحلم بها ..ذاك ما يجعله مميّزًا ^^..ا

==========================

نُشرت هذه الخواطر ضمن موضوع يوم الصداقة للجميلة ناي في منتدى  الاقلاع ..بتاريخ 25 مايو 2009  

November 2021

S M T W T F S
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
282930    

Syndicate

RSS Atom

Style Credit

Expand Cut Tags

No cut tags
Page generated 22 Jun 2025 09:46 am
Powered by Dreamwidth Studios