colors_of_joy: (Default)
[personal profile] colors_of_joy
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أريد منذ زمن طويل اخراج مافي نفسي تجاه هذه القطعة الفنيّة الإنسانيّة الفريدة التي أعدها بدون أي مبالغة

"Master Piece"
كما يقولون بكل ما تحتويه و تتكون منه ، من تمثيل ، إخراج ، موسيقى تصويريّة ، أحداث وسيناريو ..

لقد شاهدت الكثير من القصص المؤثرة والأفلام والمسلسلات مُتقنة الصنع -بعيدًا عن الفن الآسيوي- لكن لم يؤثر فيّ عمل درامي كما فعل هذا المسلسل ..

إنه بوابتي السحريّة على عالم الدراما الياباني ، وبداية تعرفي بالعزيز
"ريو-تشان"/آسو -كون

أجد أن مجرد الحديث عن هذه الدراما لا يكفي ، لكنها الوسيلة الوحيدة للتعبير ، لقد ظللت مشحونة بالعواطف والأحاسيس المتنوعة المتناقضة مدة طويلة منذ شاهدت المسلسل ، عجزت حتى عن استيعاب كل هذا الكَم ..بعيدًا طبعًا إن عيني المسكينة قدّمت استقالتها تمامًا وكدت أُقدم طلبًا للحصول على واحدة جديدة من شدة البكاء .. وبعيدًا عن حالة الإكتئاب الشنيعة التي أصابتني واستمرت لأسبوعيْن ربما أكثر من بعد المشاهدة ، وبعيدًا عن أن كل مَن شاهد المسلسل بناءً على توصيتي لم يدرِ ما عليه فعله معي بالضبط ،


هل يخنقني ويقتلني شر قتلة لما فعلته به من بكاء وحزن أم يشكرني على هذا الإبداع ؟ ا

Msoms والشكر الجزيل حقًا للأعزاء مُترجمي الحلقات في منتديات  
  أول الترجمات العربيّة التي قابلتها في عالم الآسيوي ومِن أروعها على الإطلاق من وجهة نظري
لم أحسّ إطلاقًا أني أُشاهد دراما مُترجمة ، دمجوا الترجمة والمؤثرات وكل شئ ليجعلوني أُعايش الجو الدرامي دون أي ازعاج 
وبمستوى احترافي رائع وكأني أُتابع المسلسل بلغتي الأُم وبأني أفهم الحوار بمجرد نُطقه ،
مُمتنة حقًا لجهودهم وكذلك سعيدة أنهم كانوا أول مَن قابلت في  بداية مشواري سواء للدراما اليابانيّة أو الفن الآسيوي بشكل عام

 

  وشكر جزيل للعزيزة "شولي" على ترجمتها الرائعة للحلقة الخاصة ا  

لقد بدأت البكاء والحزن ليس من أول الحلقات فقط ، بل منذ قرأت تقرير المسلسل أصلاً وعرفت قصته وحينما قرأت عناوين الحلقات التي جاءت موفّقة ومعبّرة ومدمّرة في ذات الوقت ! :ا
الحلقة الأولى : بداية الشباب
الحلقة الثانية : في الخامسة عشر والمرض الذي يسرقني
الحلقة الثالثة : لماذا اختارني هذا المرض؟
الحلقة الرابعة : انعزال شخصين
الحلقة الخامسة: مذكرات شخص معاق
الحلقة السادسة : اللمحات القاسية
الحلقة السابعة : المكان الذي أنا فيه
الحلقة الثامنة : لترٌ من الدموع
الحلقة التاسعة : أنا أعيش الآن
الحلقة العاشرة : رسالة حب
الحلقة الحادية عشر (الأخيرة) : بعيدًا حيث لا وجود للدموع


لقد آلمني قلبي حقًا وشعرت بحزن رهيب ، ورغم معرفتي -كماهو مُفترض- بما أنا مُقدمة عليه إلاّ أن المشاهدة كانت أشنع بمراحل ..لقد حُفر هذا المسلسل بنقشٍ لا ينمحي من قلبي ، وسيظل دومًا في ذاكرتي مهما مرّ من وقت ، لازالت تفاصيله حاضرة في ذهني رغم أنه مرّ على مشاهدتي له حوالي الأربعة أشهر ويزيد ، فقط لأن ابداعًا وتميّزًا كهذا لا ينمحي بسهولة ، ولأن المشاعر تعبر القلوب وتستقر في الوجدان دون حواجز ودون حاجة لأن يبحث عن منطقها العقل ...

أحب هذا المسلسل رغم ألمه ورغم تدميري النفسي كلما تذكرته ، بل بمجرد سماعي لموسيقاه التصويريّة لتعود لي كل الذكريات والمشاعر ، لكنه قطعة من قلبي حقًًا ..

أكثر ما أعجبني فيه هو المزج بين الاحداث الدراميّة التي قد لا تكون حدثت كلها بالضبط 100% وبين القصة الواقعيّة ، ومقتطفات المذكرات الحقيقيّة التي كانت تقضي عليّ تمامًا في ختام كل حلقة ، أغنية تتر النهاية المعبّرة والمؤثرة جدًا ، صور "آيا" والحديث عنها ..


لقد ظللت مدة أحاول جمع أفكاري وكلماتي ، وعندما أُتيحت لي فرصة في لحظة صفاء - قبل أن تدمر الإمتحانات سلامي النفسي وتقضي على عقلي تمامًا - وجدتني أسطر تلك الكلمات البسيطة في حق المسلسل ودوّنتها ، وأعتقد أنه حان وقت اطلاق سراحها الآن ...لأني وددت مشاركتكم إياها..

لكني سأقسّم الأمر لأقسام كما شعرت بها تمامًا في المسلسل ، جزء المعاناة الإنسانيّة التي لها ظلال واقعيّة ومستمدة من قصة حقيقيّة ، وبين الرومانسيّة الحالمة التي أذهلتني ..


***

عن "آيـا كـيتـو" ..واقع الآلام !ا




تُرى ..كيف تكون قويًّا ؟ كيف تحتفظ بالمقدرة على تقبّل كل شئ من حولك مهما كان صعبًا وتستمر؟

كيف يُمكنك أن تحتفظ بتلك الحماسة التي تدفعك للمُضي قُدمًا ؟ لو فقط أعرف كيف ..

لقد ظننت طوال عمري أنني بشكل ما مُناضلة ، بشكل ما أُحارب لأبقى..
لذلك ربما كانت صدمتي أقوى حينما اكتشفت عكس ذلك ..

وأن هناك مُناضلين حقيقيْن استطاعوا الصمود رغم كل ما واجهوه من مشاكل وصعاب ..كَم أغبطهم حقًا!

تمنيت أن أكون مثلهم ..أن أمتلك ولو عُشر قوتهم ..قوة روحهم..

عندما مرضت "آيــا" تساءلت والجميع من حولها أن "لماذا هي بالذات؟ لماذا اختارها المرض ؟ "
وبعيدًا عن الإجابة أنه القدر وأنه نصيبها..الخ فذاك أمرٌ مفروغٌ منه ..
أحسست فقط وكأن المرض حينما يُصيب شخصياتٍ كهذه لا يكون عقابًا أو شيئًا سيئًا ..رغم مصاعبه..

بل يكونون هم نعمةً لكل مَن عرفهم واحتك بهم 
ا

شخصيّة بهذه الروح العالية والتألق والمتميّز ، تظل كذلك حتى حينما تمرض ..

كانت في حرب مع مرضٍٍ لا يرحم ..يسلبها آدميتها وذاتها كل يوم ببطء ، يترك لها قدراتها العقليّة كاملةً ووعيْها حاضرًا لتشهد كل ذلك ولا تُفوّت لحظة..

لكنها تحدّته واقتنصت لنفسها لحظاتٍ وحياة من بين الدموع ..

أصرت على الحصول على حقها كاملاً غير منقوص ...حقها في السيْر حتى تتعب قدماها ولا تقوى على حملها من جديد ..أن تتكلم حتى تعجز عن نطق الحروف ..حقها في أن تكتب وتكتب حتى يغدو امساك القلم مستحيلاً ، وحتى لو بدا خطها صعب القراءة..

حقها ببساطة في أن تعيش حتى يحين أجلها ..بينما لو كانت شخصًا آخر سواها ، كانت ستعيش وتموت في صمت ، بل ربما دفعتها قلة صبرها وربما صدمتها لأن تُنهي حياتها بنفسها اختصارًا لسنين العذاب ..

ياإلهي ..كم تبدو الآن حقوقًا بديهيّة جدًا مضمونة لنا !..لم نفكر كم كلمة ننطقها يوميًّا بكل سهولة ويسر ..وكم حركة عفوية نحرك فيها أيدينا وأرجلنا ، كم أنه في أصعب لحظاتنا وأشدها ألمًا لم نُصب بمرض عُضال يستنفذ حياتنا شيئًا فشيئًا أمام عيوننا..

إنه الوحش المُعادل للـ"ألزهايمر" الرهيب ، فذلك المرض يستهلك قواك الجسديّة بالكامل وقُدراتك الحركيّة ، تاركًا عقلك واعيًا حاضرًا ..ولا يمس حتى مستوى ذكائك ..

بينما "الألزهايمر" يستنفذ قُدراتك العقليّة بالكامل ليتركك بلا هويّة ولاإرادة ، بينما جسدك سليم تمامًا لم يمسسه سوء ..

كلاهما وجه لعملة واحدة..جبّار ..ومن الصعب معرفة أيهما أكثر بشاعة من الآخر !..

ليرحمنا الله ويقينا شر ذلك البلاء ..ويحفظنا من كل سوء..

***



"آيـــا" رحلت حقًا لكنها تركت خلفها مخزونًا من القوة والمشاعر ..إرثًا من الإصرار والشجاعة..

"آيـــا" تلك النسمة الربيعيّة الجميلة ، التي نثرت عبيرها في حياة كل مَن حولها ، وتركت لهم مخزونًا من الحب والعزم والبأس ..ومن الذكريات ..فبقت للأبد في عقول وقلوب كل مَن عرفوها ..

التي استطاعت بقوة روحها أن تنتصر على المرض ..فقط لأنه لم يُعجزها..لم يستطع قهر تلك الروح أبدًا ..

فنجحت في أن تزرع الأمل والإبتسامة في قلوب مَن فقدوا أمل الحياة ، وفي مَن عانى معاناتها ..فقط ليُثابروا بدورهم و يأبوا أن يكونوا أقل عنفوانًا وقوة..

لكن تلك الصغيرة البريئة ذات الخمسة عشر ربيعًا ، تعذبت حقًا ..لم تكن جبلاً لا يهتز طوال الوقت ، بل عانت وتألمت وبكت لترًا كاملاً من الدموع ..على الأقل ..

الفارق فقط أنها لم تخجل من أن تقف بعد كل سقوط أو أن تنظر للغد كما يجب  ^_^

أسرتني وأبهرتني قوة روح هذه الطفلة\الشابة ..

"آيـــا" منذ متى كان الموت هو آخر المطاف ؟ ليس كل الميّتين راحلين من هذه الدنيا..

هناك من خُلق ليبقى للأبد ..رغم كل الظروف 

ستبقين في القلب والذاكرة..

عسى أن أكون مثلك يومًا قادرة على مواجهة وحوشي الداخليّة..قادرة على الإمساك بزمام نفسي أكثر..

مُمتنة حقًا لوجودك في هذا العالم ، ممتنة لشجاعتك وصبرك ولكونكِ أنتِ بكل ما فيكِ ..

ومُمتنة أكثر لأنك جعلتنا جزءً من عالمك الصغير بكل ما احتواه من أفراح أو أطراح ، وتركت لنا ميراثكِ القلبي الماسيْ..
لقد كنتِ درسًا ورسمًا وأغنية ..كنتِ نسمةً صيفيّة نقيّة في سماء حياتنا  ....ا

---


يُتبع في التدوينة التالية بإذن الله حديثي عن الدراما نفسها
 (للوصول للتدوينة يُرجى الضغط هنـــــــــــا )
This account has disabled anonymous posting.
If you don't have an account you can create one now.
HTML doesn't work in the subject.
More info about formatting

November 2021

S M T W T F S
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
282930    

Style Credit

Expand Cut Tags

No cut tags
Page generated 24 Jun 2025 12:12 pm
Powered by Dreamwidth Studios